الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خطير عشرات التكفيريين يشتغلون حاليا في مؤسسة التلفزة الوطنية..والارهابي لطفي الزين كان يعمل بها منذ 2001

نشر في  08 أفريل 2015  (11:27)

كشف مصدر موثوق من مؤسسة التلفزة التونسية رفض الكشف عن اسمه لأخبار الجمهورية عن معلومات خطيرة جدا تهم هذه المؤسسة العمومية، حيث أكدّ محدثنا أن مؤسسة التلفزة التونسية تضم العشرات من أصحاب الفكر التكفيري والمتشددين دينيا، مبينا أن هذه العناصر المنتشرة في أرجاء التلفزة وفي مصالح مختلفة منها المصالح المشتركة والمصالح التقنية ومصالح البث تنتمي الى مجموعة الارهابي لطفي الزين الذي قتل في احداث قبلاط، مؤكدا أن لطفي الزين كان يشتغل بمؤسسة التلفزة منذ سنة 2001  حيث تمّ انتدابه أثناء تغطية العاب البحر الأبيض المتوسط كتقني..
وأكد محدثنا أن هذه العناصر التكفيرية انتشت في عهد الترويكا وهي معروفة لدى الادارة ولم يتم التصدي لهم أو الابلاغ عنها، مضيفا أنها تلتقي بصفة يومية في مسجد داخل التلفزة تم تشييده بعد الثورة وهو عبارة عن مخزن صغير بالمؤسسة استغلته العناصر للصلاة وللقاءاتهم مبينا أن هؤلاء يعمدون الى الصاق معلقات سلفية جهادية داخل المسجد ومعلقات أخرى تحتوي على «أركان الوضوء الداعشية» كما ذكر محدثنا ..
كما علمنا أن وزارة الداخلية قامت في فترة سابقة بعملية مسح للتلفزة التونسية واكتشفت سراديب وفوهات مجاري الصرف الصحي منزوعة من أماكنها..

خرائط مبنى التلفزة في أيدي ارهابيين؟

من جهة أخرى أفاد مصدر أخبار الجمهورية أن الوحدات الأمنية اكتشفت كذلك خرائط لمبنى المؤسسة لدى عناصر ارهابية بكل من تونس العاصمة ومدنين والكاف، مشيرا الى أن هذه المجسدات لا توجد سوى لدى مصالح مختصة من التلفزة وهو ما يؤكد وجود عناصر داخلها تمكنت من اخراج هذه المجسدات دون أن يتم التفطن اليهم ..
ومن بين أسرار مؤسسة التلفزة التونسية التي اكتشفناها من مصدرنا هي أن بعض الأطراف المتشدّدة سبق لها أن هدّدت بحرق المقر وذلك أمام مرأى ومسمع من المسؤولين والاداريين ولم يحرك فيهم ساكنا، وذكر أن التلفزة تضم مركز ارشاد أمني والذي يعرف جيدا هوية هؤلاء وعددهم وكل التفاصيل عنهم .

ادارة التلفزة اكتفت بنقل قيس حسني من مصلحة الى أخرى

من جهة أخرى وفي ما يتعلق بقضية التقني قيس حسني الذي تم القاء القبض عليه مؤخرا من قبل الفرقة الخاصة لمقاومة الإرهاب وذلك للاشتباه في علاقته بعملية باردو الارهابية ليتبين أنه لا علاقة له بها وأنه تم القاء القبض عليه صحبة 17 نفرا بتهمة الضلوع في جرائم ارهابية حسب ما أكده لنا الناطق الرسمي باسم النيابة العمومية سفيان السليتي، وحول هذا الشخص أكد مصدرنا أنه وقع انتدابه بمؤسسة التلفزة سنة 2001 حيث كانت المؤسسة في حاجة ماسة الى تقنيين وبحكم كون والده يشتغل في المؤسسة وقع انتدابه.
واضاف محدثنا أنه وبعد انتشار الفيديو الذي يبين كيف حاول قيس حسني الذهاب الى سوريا وكيف تمكنت زوجته ووالدته من اعادته الى تونس من مطار اسطنبول، اكتفت مؤسسة التلفزة بنقله من المصالح التقنية الى مصلحة الكهرباء، واكد مصدرنا أن رئيسا مديرا عاما أنذاك ـ إيمان بحرون ـ نشرت مقالا أكدت فيه أنها اتصلت بالوحدات الأمنية لاعلامهم بالأمر لكنهم لم يعيروا الأمر اهتماما مما اضطرها للاكتفاء بنقلته، رغم تورطه في شبكات التسفير.
وذكر مصدرنا أن قيس حسني كان منكمشا على نفسه لا يتحدث كثيرا ويميل للانزواء، وذكر أن مهمة قيس داخل العناصر الارهابية كانت لوجستية أكثر منها في تنفيذ العمليات، مشيرا الى أن قيس وقع التغرير به خاصة وأنه كان يقطن في معقل الارهابيين في تونس وكان سهل المنال لهم، كما أفادنا أنه تم التفطن لجواز سفر مزيّف لديه وهو السبب الرئيسي لايقافه.
من جهة أخرى وحول ورود معلومات لأخبار الجمهورية بخصوص اعترافات قيس حسني التي أكد فيها أنه  كان يتربّص بمقر الاذاعة. حيث كان يعمل سابقا في مقر الاذاعة التونسية وكان انضم مؤخرا الى احدى الجماعات التكفيرية المتشددة ومثّل الخيط الناظم في الترتيب لتهديد مقر الاذاعة، بما أن التقني كشف لمخططي الجريمة أوقات دخول أعوان النظافة البلدية الى مقر الاذاعة في ثلاث مناسبات يوميا، ونصح بتزامن دخول الارهابيين مع احدى العمليات الدورية لعمال النظافة حتى لا يثير تسلّل الارهابيين الى داخل المقر أية شبهة.. حول هذه المعلومات ذكر مصدرنا أن أعوان النظافة يدخلون المؤسسات الاعلامية في توقيت معين وخلال أيام معينة من الأسبوع ولديهم تصريح بالدخول وهو ما لا يجعلهم محل شكّ ويضمن سهولة اختراقهم والانفلات من خلالهم .

شقيق المتهم قيس حسني: سنقاضي هذه الأطراف

من جهة أخرى اتصلت أخبار الجمهورية بشقيق المتهم والذي يشتغل بمؤسسة التلفزة كذلك، فأكد لنا في البداية أن العائلة قرّرت مقاضاة كل من روّج لخبر علاقة ابنها باحداث باردو الارهابية، مضيفا أنه لا علاقة لشقيقة بتلك الأحداث لا من قريب ولا من بعيد، كما أفادنا أنه وقع التغرير بقيس منذ اندلاع الثورة السورية كبقية الشباب التونسي حتّى أنّه حاول السفر إليها عبر اسطنبول، إلاّ أنّ زوجته ووالدته لحقتا به وتدخلتا لإعادته إلى تونس على حدّ تعبيره.
وأفادنا محدثنا أن عملية القاء القبض على شقيقه كانت على خلفية تحوّزه على جواز سفر مزيف، مؤكدا في المقابل أن فكرة الجهاد في سوريا سيطرت عليه منذ مدّة، خاصة أن العناصر الارهابية كانت تعدهم بالجنّة والشهادة مما سهل عملية التغرير به ..وذكر أن الجواز المزيّف تسلمه قيس من العناصر التي تتكفل بمهمة تسفير الشباب الى سوريا وقد تمت الاطاحة بالشبكة المذكورة والتي اعترفت أنها سلمت الجواز لقيس ولعناصر اخرى .
كما ذكر شقيق المتهم أن زوجة أخيه تم القاء القبض عليها هي الأخرى للاشتباه في اخفائها جواز السفر المزيّف، وختم محدثنا كلامه بالتأكيد أن شقيقه كان شخصا مسالما جدا ولا علاقة له بالعناصر الارهابية الا أن ضعف شخصيته ساهمت في سهولة التغرير به.

تحقيق: سناء الماجري